استمرت
التقاليد الفاطمية في صناعة الخزف علي المنتجات الخزفية الايوبية علي الرغم من
تدهور الحياة الاقتصادية في مصر أواخر هذا العصر، والذي أدي الي اختفاء صناعة هامة
من الخزف وهي البريق المعدني ويرجع السبب في ذلك الي الحريق الكبير الذي شب في
مصانع مدينة الفسطاط أثناء القتنة الكبري بين شاور وضرغام في نهاية العصر الفاطمي.
ولذلك فقد
ظهرت أنواعا أخرى من الخزف في العصر الأيوبي لا تعتمد علي مادة البريق – كما سيأتي
الحديث بعد- ظهرت في مصر دون غيرها من الأقطار الإسلامية ولا سيما الشام وإيران
بسبب هجرة الفنانين من مصر إلي هذه البلاد.
وإذا نظرنا إلي
الأساليب الفنية والصناعية علي المنتجات الخزفية في العصر الأيوبي نجد أن هناك
اندماج زخرفي بين المنتجات المصرية وتلك المصنوعة في بلاد الشام – وليس هذا بغريب –
إذ من المعروف أن مصر وبلاد الشام كانتا وحدة سياسية مندمجة تحت راية صلاح الدين الأيوبي
بعد أن أتاحت الفرصة له في تأسيس الدولة الأيوبية بعد موت نور الدين محمود في دمشق
وموت الخليفة العاضد بالقاهرة سنة 567هـ وبذلك تشابت الأساليب الفنية في كل من
هذين القطرين خاصة استخدام الكتابات الكوفية والنسخية معا بحجم كبير والتي كانت
تتضمن عبارات دعائية وتمنيات طيبة لصاحب التحفة، بالإضافة إلي رسوم لحيوانات وطيور
محورة عن الطبيعة مقتبسة من الفن السلجوقي الموطن الأصلي للأيوبيين خاصة في مدينة
تكريت وبلاد الموصل..
0 التعليقات:
إرسال تعليق