تعديل

السبت، 24 أغسطس 2013

الخزف ذي البريق المعدني المعاصر في إيران

      إذا كانت بلاد الشام قد قطعت شوطا كبيرا في صناعة هذا النوع من الخزف فأن إيران تحت حكم السلاجقة قد نضج إنتاجها الفني الغدير في هذه الفترة (ق6هـ _ 7هـ) وأنتجت أنواعا يتشابه أسلوبها الفني والزخرف مع أسلوب المدرسة العربية في تصوير المخطوطات.
     فكانت تمتاز رسوم المنتجات السلجوقية سواء علي الصحون والأباريق والبلاطات والمحاريب بالرسوم الآدمية وكانت ترسم منفردة أو داخل مجاميع وتعبر عن مناظر الصيد أو الطرب أو الشراب.
·   ومن أمثلة ذلك صحن من الخزف ذي البريق المعدني يرجع إلي القرن 6هـ محفوظ بمتحف فيكتوريا وألبرت بلندن قوام الزخرفة رسم فارسي فوق حصانه بهذا العنصر أفرع نباتية ومراوح نخلية علي غرار الإشكال والمواضيع الفاطمية ولكن خطوط الرسم هنا أدق وأبدع خاصة في زخارف الملابس الجاهزة وهي عبارة نقاط دقيقة ومطموسة بالإضافة إلي أرجل الحصان.
·   صحن من البريق بمتحف برلين قوام الزخرفة رسم طائر ويلتف حوله دائرتين بهما زخارف نباتية وأفرع وأنصاف مراوح.
·   صحن من البريق بمتحف برلين أيضا يمثل سيدة تعزف علي قيثارة ويلتف حولها أفرع نباتية ووريقات لأنصاف مرواح كما يزخرف الثياب النقاط المطموسة.
·   ومن أمثلة تشابه الأساليب الفنية لزخرفة البريق المعدني الإيراني للمخطوطات المزوقة بالمدرسة العربية طبق من الخزف ذي البريق المعدني من صناعة مدينة قاشان من مجموعة يومورفوبولوس مؤرخ 607هـ عليه منظر خسرو يفاجئ شيرين وهي تستحم.
      فنري شيرين في مجرى الماء بينما جلس خسرو ينظر اليها. وفي حافة الطبق شريط بخط النسخ اختفت بعض معالمه ويقرأ "السعادة والسلامة والكرامة والنعمة ... الامير اسفهسلار الكبير العالم العادل المؤيد المظفر المجاهد نصرة الإسلام والمسلمين .... الملوك والسلاطين سيد الأمراء اسفهلار الكبير العالم المؤيد المنصور حسام أمير المؤمنين أعز الله نصره وضاعف أقتداره صنعه السيد شمس الدين الحسيني في شهر جمادي الأخر سنة سبع وستماية هجرية.
    وإذا نظرنا إلي ملامح المدرسة العريقة في هذا الطبق نجدها في شكل الأرضية ذات الأفرع النباتية مع عدم وجود البعد الثالث أو تناسب في رسم الأشخاص بالإضافة إلي عدم واقعية الصورة.
    ونفس الموضوع وجد في صورة من مخطوط الشاهناما بالمكتبة البودلية بلندن تمثل نفس الموضوع.
·   وهناك مثال أخر عليه رسوم تشبه المدرسة العربية في التصوير طبق من الخزف ذي البريق المعدني بمتحف المتروبوليتان مؤرخ أيضا 607هـ . صنع بمدينة قاشان قوام الزخرفة رسم أمير جالس بين نساء من أتباعه. وتمتاز الزخرفة هنا الاتزان والتوفيق في رسم الأمير حتي يبدو وكأنه صورة شخصية.
 كما أنتج السلاجقة في إيران إشكالا جديدة للمنتجات الخزفية غير التقليدية مثل البلاطات والتماثيل والمحاريب.
·   ومن أمثلة البلاطات الخزفية ذي البريق المعدني بلاطة مربعة الشكل تقريبا 26x29 سم بمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة عليها رسم لمشهد في قصة الشاهناما يمثل الملك رستم يرفع الحجر الذي يغطي بئر سجن به حفيده بيجن وذلك علي أرضية نباتية من أفرع حلزونية وأنصاف مراوح نخيلية.
·   تمثال من الخزف ذي البريق المعدني بمتحف برلين لسيدة ترضع طفلها وزخرف ردائها بأفرع نباتية ووريقات ويذكرنا هذا التمثال بالفن الفرعوني لايزيس وفي العصر المسيحي بالسيدة العذراء والسيد المسيح عليه السلام.
وهناك أمثلة أخري لمثل هذه المنتجات لتمثال في متحف برلين لأسد وتمثال لسيدة جالسة جلسة إسلامية بمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة وتمثال علي هيئة تيس (ماعز جبلي ) بمتحف الفن الإسلامي.
·   ومن أمثلة منتجات المحاريب الخزفية ذي البريق المعدني ثلاثة محاريب قام بصنعها أسرة واحدة من مدينة قاشان وقد قام أحد أفراد هذه الأسرة بكتابة رسالة عن صناعة الخزف بمدينة قاشان سنة 700هـ وهو أبو القاسم عبد الله طاهر القاشاني. وكانت هذه الرسالة مخطوط باستنبول وقام بشرحها ونشرها مجموعة من العلماء الالمان.
·   اقدم هذه المحاريب موجودة الان بمسجد الامام الرضا بمدينة مشهد وهو مؤرخ 612هـ /1215م، وواحد أخر محفوظ الان بألمانيا أصله من جامع الميدان بمدينة قاشان ومؤرخ 623هـ، ويلاحظ في زخارف هذه المحاريب كلها ما توصل اليه الايرانيون من اساليب فنية من حيث الجمع بين الكتابة بالبريق والالوان الزرقاء والفيروزية.
·   فبالنسبة لمحراب مسجد الميدان بقاشان والذي نقل الي متحف الدولة ببرلين تكوينه الاصلي يتكون من بلاطة مستطيلة يتوجها عقد منكسر يحيط به طرازا قرآنيا. يعلو ذلك عقد منكسر أكثر اتساعا وارتفاعا يرتكز علي عمودين بتاجين وقاعدتين ناقوسيتين وقد زخرف كل منهما والعقد المنكسر والكوشة بزخارف نباتية مجسمة. واحيط بكل من العقد والعمودين بطراز قرأني ايضا، ومما يزيد قيمة هذا المحراب الاثرية وجود اسم صانعه الحسن ابن عربشاه وتأريخها 623هـ/1226م.
·   وبالنسبة الي المحراب الثاني فهو بشكل مسطح أيضا والواقع أنه ليس محرابا وانما هو الجزء الداخلي من محراب كبير في مشهد الامام علي بالنجف ويتألف هذا الجزء من بلاطتين مستطيلتين حددتا بأطار مستطيل عليه زخارف لآيات قرآنية، وفي الوسط فيوجد آيات قرآنية أيضا مجسمة مع أيجاد تكوين زخرفي يعلوه دائرة يتدلي من محيطها السفلي سلسلة بها مشكاة.

·   ويشبه هذا الحراب أخر نقل من مسجد قم ولكنه مؤرخ سنة 663هـ قام بصنعه علي بن محمد بن أبي طاهر.

0 التعليقات:

إرسال تعليق