تعديل

السبت، 24 أغسطس 2013

الخزف ذو البريق المعدني

لم يعثر علي خزف ذي بريق معدني في مصر في العصر الأيوبي بعد حريق الفسطاط كما سبق القول وإنما وجد في بلاد الشام واستمر ينتج هناك طوال حكم الأيوبيين حتي بداية العصر المملوكي.
             وعند دراسة هذا النوع من الخزف الشامي نجد أن مادة البريق لونت بلون ذهبي أو أخضر زيتوني علي أرضية زرقاء أو خضراء خفيفة علي عكس البريق المعدني الذي كان سائدا في مصر في العصر الفاطمي والذي كان يرسم علي أرضية بيضاء شفافة.
           وأغلب التحف الزخرفية الأيوبية التي عثر عليها من هذا النوع أواني اسطوانية كانت مخصصة لحفظ الأدوية السائلة والتي تعرف باسن "البارلو" أما الزخارف فكانت عبارة عن  نصوص كتابية بالأحرف الكوفية أو النسخية الكبيرة علي أرضية نباتية بالإضافة إلي زخارف نباتية لأفرع حلزونية ورسوم مزهرة محورة عن الطبيعة وزهرة اللوتس.
·   ومن أمثلة ذلك زهرية علي هيئة قدر مزخرفة بمادة البريق محفوظة بمجموعة الكونتس دي بهاج الخاصة بباريس عليها كتابة بالخط الكوفي علي مهاد من أرضية نباتية نصها "صنعها لأسد السكندري يوسف بدمشق" ونخرج من هذا النص أن هناك دليل واضح علي وحدة مصر والشام في الأسلوب الفني والصناعي وتمركز صناعة البريق ببلاد الشام بدلا من الفسطاط في منتصف القرن 7هـ/13م علي الرغم أنها صنعت لأحد الأشخاص بالإسكندرية وهو أسد .
·   ومثال أخر إناء (صحن) من الخزف ذي البريق المعدني الذهبي من بلاد الدقة محفوظ بمتحف برلين قوام زخرفته شريط كتابي بالحجم الكبير بالخط الكوفي المزهر (فاطمي) أما الأرضية فعبارة عن أفرع نباتية وحلزونات تخرج من زهرة اللوتس.
ومثال أخر عبارة عن قدر مزخرف بالبريق المعدني الذهبي محفوظ بمتحف المترو بوليتان بنيويورك من بلاد الرقة أيضا قوام الزخرفة كتابات بالخط النسخ البسيط إلي أفرع نباتية وحلزونات رسمت علي طلاء شفاف يميل إلي الخضرة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق