تعديل

الاثنين، 26 أغسطس 2013

تعرف علي مخطوطات عثمانية أذهلت العلماء حول العالم ولم يتم تفسير مصادرها حتى الآن

بدأت الحكاية مع العالم الألماني جوستاف أدولف ديسمان الذي تم إستدعائه من قبل وزارة التعليم التركية آن ذاك لأرشفة وتصنيف المحتويات والمصنفات والكتب الغير إسلامية في مكتبة سرايا توبكابي (مقر حكم السلاطين قديما والتي تحتوي على المتحف التركي حاليا) والتي تحتوي على غالبية أرشيف وتراث المنطقة الإسلامية والعربية والذي نقل إلى هناك أثناء فترة الحكم العثماني للمنطقة, وتحديدا في التاسع من شهر أوكتوبر في عام 1929, حين تمكن العالم جوستاف من العثور على مجموعة من الخرائط المتهالكة المرسومة على جلد الغزال والتي أدرك على الفور أنها قد تكون كشفا فريدا لتفاصيلها ودقتها التي تحملها والتي كانت تتجاوز في بعض نواحيها دقه بعض الخرائط المستعملة آن ذاك. الصورة التالية لأحد الأجزاء الباقية من خريطة العالم التي تم العثور عليها بحيث تصف الأجزاء المتبقية منها الشواطئ الغربية لأفريقيا والشواطئ الشرقية لأمريكا الجنوبية.
كانت مجموعة رسومات خرائط العالم المثيرة للدهشة تعود لعامي 1517 و 1513 قام برسمها العالم ورسام الخرائط والأدميرال العثماني (ضابط الأسطول البحري) أحمد محيي الدين بيري والذي عرف عالميا بإسمه الذي قام بتوقيع عدد من أعماله التي أدهشت العديد من حول العالم بها وهو (بيري ريس \ Piri Reis) أو كما تترجم في بعض المراجع “الرئيس بيري” وقد كان بيري مكلفا من قبل السلطان العثماني سليم الأول والذي كان قائدا ومرافقا للفتوحات العثمانية آن ذاك ومن الخرائط التي قام برسمها خريطة لمصب النيل وهي تصف مدينة القاهرة.
تتميز خرائط ريس بيري بثلاثة مزايا تجعلها من الخرائط المثيرة للجدل العلمي ومن تلك التي يصعب تفسير مصادرها أو فهم الطريقة التي مكنت راسمها من رسمها بهذه الدقة القريبة للواقع وهذه المزايا والأسئلة المحيرة كالتالي:
الميزة المحيرة الأولى. الدقة المطلقة والتي رسمت بها الخرائط لدرجة أنها تقارب في دقتها الخرائط الحالية التي رسمت بواسطة الأقمار الصناعية, الصورة التالية لمطابقة للجزء المتبقي من خريطة الرئيس بيري الثانية للعالم مع العالم كما نعرفه اليوم. اللون الأسود للخريطة الحالية واللون البنفسجي لمطابقة لخريطة العالم لريس بيري.
لميزة المحيرة الثانية. أن هذه الخرائط تصف أماكن لم تكن مكتشفة في جميع المصادر المعرفية حتى ذلك الحين وبعضها أكتشف  بعد 300 سنة من الفترة التي رسمت بها تلك الخرائط وأهم تلك الأماكن هو القارة المتجمدة الجنوبية أنتاركتيكا والتي حيرت رسوماتها العلماء على صعيدين, الأول أنها لم تكن معروفة في ذلك الحين والثاني وهو الأهم, وهو الدقة الشديدة في رسم التضاريس البرية التي تقبع تحت الطبقات الجليدية والتي تصل في بعض الأماكن في سماكتها إلى 1700 متر! وأيضا قد يهمكم معرفة أن أجهزة الرادار التي تكشف التضاريس البرية تحت الثلج لم تخترع حتى خمسينات القرن الماضي!. إذا هل إعتمد الريس بيري على خرائط قديمة للمكان؟ قد تفاجئ بمعرفة ان هذه البقعة من الأرض لازالت كما
هي منذ ملايين السنين!. شاهد التقرير التالي من إعداد قناة History Channel الأمريكية يشرح بمقابلات مع عدد من الجيولوجيين وعلماء التاريخ هذه النقطة
الميزة المحيرة الثالثة. قد لا تكمن أهمية هذه الميزة في إثارتها للحيرة قدر أهميتها التاريخية حيث أشار الريس بيري في كتابه بعنوان “بحرية” أنه استقى معلوماته من 10 مصادر عربية ومن 4 خرائط هندية قديمة ومن خارطة المستكشف الشهير كريستوفر كولومبوس والتي تعتبر أقدم خريطة في العالم تصف القارتين الأمريكيتين. هذه الخريطة التي يعلم كل العالم بوجودها ولكنها مفقودة حتى الآن ولم تفلح جهود علماء الآثار بالعثور عليها من ما جعل خريطة الريس بيري للعالم هي أقدم خريطة في العالم موجوده حتى الآن تصف القارتين الأمريكيتين وأحد مراجع خريطة كولومبوس للعالم الجديد. هذه الإشارة للمرجع دعت علماء الآثار على التيقن من وجود خريطة كريستوفر كولومبوس القديمة في تركيا لكن جميع جهود البحث لم توفق حتى الآن.

في هذه الأيام, تعرض الخرائط من وقت لآخر وليس بشكل دائم على الجمهور ولأهميتها التاريخية تم طباعة الخرائط على العملات التركية في كل من ورقة 10 مليون ليره تركية بين عامي 1999-2005 وعلى ورقة العشر ليرات تركية بين عامي 2005-2009.

الأحد، 25 أغسطس 2013

رئيس قطاع الآثار الإسلامية: شركة أمن خاصة لتأمين المساجد الأثرية الشهر المقبل

أكد سمارات حافظ رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة الدولة لشئون الآثار انه تم الاتفاق مع وزارة الأوقاف
على التعاقد مع شركة أمن وحراسة خاصة لتأمين المساجد الأثرية وحمايتها من التعديات على أن يتم تحمل تكلفتها مناصفة بينها وبين وزارة الآثار ، مشيرا إلى انه تم طرح المناقصة لاختيار الشركة ومن المقرر الانتهاء من الاختيار قبل نهاية العام المالي الحالي.
وقال حافظ انه تم أيضا توقيع اتفاقية مع وزارة الأوقاف لترميم الآثار الإسلامية بقيمة 30 مليون جنيه باعتبار إن الأوقاف هي الجهة المنوط بها ترميم الآثار الإسلامية طبقا للمادة 30 من قانون حماية الآثار .. موضحا انه تم إعداد قائمة أسماء المشروعات المراد ترميمها وإرسالها للأوقاف تمهيدا للبدء فيها.
وأكد أن عدم توافر الاعتمادات المالية هي المشكلة الأساسية التي تعانى منها الآثار الإسلامية في مصر ، والبالغ عددها أكثر من 900 اثر اسلامى على مستوى الجمهورية ، مشيرا إلى إن الوزارة تبذل جهودا حثيثة لتوفير ميزانية ملائمة للحفاظ على الآثار وحمايتها من السرقات والتعديات.
وأضاف انه تم الحصول على منحة من وزارة السياحة بحوالي 5 ملايين جنيه مخصصة لتطوير وترميم شارع المعز بمنطقة الجمالية الأثرية ، وتم التعاقد مع بعض الجهات المهتمة بالآثار ومنها مؤسسة الأغا خان لترميم وتطوير بعض المناطق الأثرية .
وشدد على ضرورة توفير الأمن حتى تنتعش السياحة وبالتالي توفير عائدات مالية تستطيع وزارة الآثار ان تستكمل إعمال التطوير والترميم و والأمن والحماية للآثار الإسلامية بشكل يليق بالقاهرة التي تعد متحفا مفتوحا للآثار الإسلامية.


متحف برغامون ببرلين .. يضم اكبر تشكيلة فنية للحضارة الاسلامية


يعتبر متحف الفن الاسلامي في متحف برغامون والذي يتبع المدينة الالمانية برلين من اكبر المؤسسات الفريدة في المانيا, ويمثل المتحف احد الشواهد التاريخية على تواجد ابداعات الفنان المسلم في هذه البقعة المهمة من دول اوروبا.
يقول الدكتور ستيفان ويبر مدير المتحف ان ممتلكات المتحف من مقتينات الفن الاسلامي تعتبر الاكبر في العالم, وتقدر بنحو 50 ألف قطعة فنية من تراث الحضارة الاسلامية, ويعرض المتحف طيفاً من النتائج الثقافي لحضارات الشرق الاوسط بدءاً من جماليات الزخرفة الاسلامية المعمارية والاعمال الحرفية الرفيعة اضافة الى مجموعة من المجوهرات والمخطوطات النادرة ذات الزخارف والخطوط المتنوعة. الآثار المعمارية هي احد اهم المعالم المميزة للمتحف حيث انها تظهر مفاهيم العمارة والفضاء المكاني للبيئة في الثقافة الاسلامية, المتحف يمتلك واجهة ضخمة من قصر المشتى« من الاردن وهي واحدة من اجمل ابداعات الفن الاسلامي الذي يعود بناؤها الى منتصف القرن الثامن, كما يقتني مكتشفات اثرية مهمة من عاصمة الخلافة سامراء في العراق, والتي تعتبر دليلاً واضحاً على اهمية سامراء في التجارة العالمية في القرن التاسع لكل متحف في العالم نشاطاً علمياً وثقافياً يقوم به ولكن في متحف برلين الذي يمتلك مكتبة تعتبر من اهم المكتبات المتخصصة في علوم الفن والعمارة والاثار الاسلامية, يقول عن ذلك ويبر: يعمل في المتحف خمسة باحثين دائمين, كما اننا نستضيف عدداً من الاكاديميين الزائرين, ويعتبر المتحف واحداً من اشهر مراكز البحوث التي تدرس الثقافة المادية للشرق الاوسط والمناطق المحيطة, وهو عضو في الكثير من الشبكات البحثية ويتعاون مع اهم مؤسسات البحث في العالم. يحتوي متحف برغامون على مجموعة كبيرة من نوادر الفنون الاسلامية ونذكر منها محربان للصلاة, رائعا الجمال يعود تاريخهما الى القرن الثالث عشر احدهما من كاشان في ايران والاخر من قونية في تركيا, وغرفة استقبال لعائلة غنية من مدينة حلب بسورية تعود للقرن السابع عشر الميلادي مليئة بألواح خشبية مزخرفة برسومات دقيقة ومتقنة, تنبع اهمية هذه القطعة الفنية من كونها اقدم نموذج تم انقاذه من الفترة العثمانية في العالم. لا شك ان المتحف يجمع ايضاً روائع من نماذج فنية تاريخية ومنها تعود الى مقتنيات المتحف المميزة من السجاد الشرقي الى مؤسس قسم الفن الاسلامي في متحف البرغامون فيلهم فون بوده 1904 الذي تبرع خلال تلك الحقبة ب¯ 26 سجادة شرقية تاريخية كما ان الفصل يعود له في تأسيس قسم الدراسات والبحوث للسجاد في المتحف, اليوم متحف البرغامون يمتلك اشهر مجموعة من السجاد الشرقي في العالم.
 يعمل متحف برلين ضمن اطار شبكة عالمية تشمل عدداً كبيراً من المتاحف ومن الناشطين في مجال التراث فنانين وباحثين على المستويين المؤسساتي والشخصي كذلك يتميز المتحف بعلاقاته الوثيقة مع المتاحف في العالم الاسلامي خاصة في كل تركيا, مصر وماليزيا., سورية, السعودية, الاردن, قطر, ابوظبي, الشارقة, الكويت, ويمتلك المتحف واحداً من اهم المكتبات المتخصصة في علوم الفن والعمارة والاثار الاسلامية, كما يعمل فيه خمسة باحثين دائمين وعدد من الاكاديميين الزائرين, يعتبر المتحف واحداً من اشهر مراكز البحوث التي تدرس الثقافة المادية للشرق الاوسط والمناطق المحيطة, فهو عضو في الكثير من الشبكات البحثية مثل اكسيلانس كلستر توبوي ويومي كما يتعاون مع اهم المؤسسات البحثية في العالم.
 ويعكس القول انه في اطار خطة اعادة هيكلة متحف البرغامون الاكثر زيارة في برلين سيعاد افتتاح متحف الفن الاسلامي على مساحة 3000 متر مربع ما سيتيح فرصاً اكبر لعرض النتاج الثقافي والفني لحضارة المجتمعات الاسلامية بطرق ابداعية جديدة ومبتكرة لتتناسب مع زوار المتحف من كل انحاء العالم والذي يقدر عددهم بمليون زائر سنوياً, وفي اطار برنامج ثقافي خاص في شهر رمضان »مهرجان رمضان« يدعو متحف الفن الاسلامي في برلين جميع المسلمين وغير المسلمين للتعرف على الارث الثقافي الغني لمجتمعات الشرق الاوسط. الى جانب عرض القطع الفنية يقوم المتحف ايضاً باعمال حفظ وترميم وبحث ودراسة الذاكرة الثقافية للمجتمعات المسلمة والتواصل معها, هذه الذاكرة تتناول الحضارة الاسلامية الواقعة بين حوض البحر المتوسط والمحيط الهادي وتشمل منتجاتها الثقافية والفنية ابتداء من اواخر العصر القديم وحتى عصر الحداثة, ورشات العمل التي ينظمها المتحف بشكل دوري في مجالي الحفظ والترميم تحظى بسمعة دولية رائدة.

اسهل طريقة لاكتشاف مقبرة اثرية

يختلف التنقيب عن الآثار عن غيره من عمليات الحفر إذ هناك أسلوب علمي في التنقيب يهدف إلى تسجيل التراث الإنساني بكل دقة وأمانة لا يمكن للشخص العادي القيام بها فلا بد من توافر عنصر الخبرة والعلم ، ويتخلص منهج الحفر في عدم حفر عدة طبقات في وقت واحد وضرورة متابعة العمل لحظة بلحظة للوقوف على كل تطور أو تغير يحدث في لون ومخلفات الطبقة .

ولكن كيف تسير خطوات العمل لتنفيذ هذا المنهج ؟

وإذا أردنا أن نسير العمل بلا مشكلات ولتنفيذ عمل ناجح بكل المقاييس فهناك عدة أسس وقواعد يجب مراعاتها :

أولاً : يجب تنظيف الموقع من كافة المخلفات الحديثة قبل العمل ، ويظل الحرص على أن يبدو الموقع نظيفا أثناء العمل فيه

ثانياً : وضع نظام للعمل بحيث يتلاقى الحوادث والأخطاء والعوامل المؤدية إليها ، مثال ذلك تحديد مسار للعمال داخل وخارج المربع وعدم السماح لأي من العمال أن يسير أمام العامل الذي يضرب بالفأس أو الذي يستخدم الحجاري حتى لا يصاب .

ثالثاً: تنظيم العمل داخل المربع لضمان دقة العمل والنتائج وإمكانية ومراقبة كل ضربة فأس بالمربع .

رابعاً: تنظيم العمل داخل المربع يبدأ بتحديد أحد جوانب المربع بعرض متر أو أكثر على حسب عرض المربع لبدء الحفر فيه ثم تكرر العملية حتى يحفر المربع كله في مستوى واحد لكل طبقة ، وينظف الجزء المحفور مباشرة للحفاظ على نظافة الموقع .

خامساً: يتم الحفر بعمق متساو في حدود عشرة أو خمسة عشرة سنتيمترا بشكل منتظم في كل مربع.

سادساً: إذا حدث خطأ ولاحظنا أن التربة تتغير على عمق أقل مما نحفر يجب تدارك الأمر مباشرة ويقلل العمق بحيث نحافظ على بداية ظهور البقعة الجديدة حتى وإن كانت على عمق خمس سنتيمترات ، في أي جزء من المربع مع متابعة العمل بحفر نفس العمق في كل مربع . فالحفاظ على كل طبقة يضمن عدم اختلاط الطبقات ويحافظ على الترتيب الزمني لها بما يضمن دقة العمل وسلامة النتائج .

سابعاً : يجب متابعة كل تغيير يطرأ على التربة من حيث التكوين واللون والمخلفات والتوقف عند كل تغير حتى تتم أعمال التسجيل للطبقة .

ثامناً : يجب وضع نظام لعملية الحفر داخل المربع بدءا من أول ضربة معول ، مثال ذلك تقسيم المربع إلى عدة أقسام بطول المربع ويقوم العامل بتفتيت الطبقة العليا بعمق لا يزيد عن خمسة عشر سنتيمترا بطول واحد متر ثم يفحص التراب جيدا وينقل مباشرة خارج الموقع عبر الممر الفاصل بين مربعين ، ومن هنا يبدأ مسار العامل ليحفر الطبقة بامتداد طول المربع.

تاسعاً: إذا كانت مساحة المربع تسمح بوجود مجموعتين من العمال يجب ألا يتعارض عملهما ويوزع العمال بحيث لا يزدحم الموقع ولا تقع حوادث وحتى يمكن متابعة تطور الحفر بدقة .

عاشراً: يجب تنظيف كل طبقة بعد الانتهاء من حفر كل مستوى في كل قسم من أقسام المربع ونقل الرديم بمجرد الحفر حتى يمكن الاستمرار في حفر بقية الأقسام .

حادي عشر : يجب التحقق دائماً من أن جوانب المربع قائمة الزاوية وقطاع كل جانب واضح ويمكن قراءته بسهولة خاصة إذا لم يكن العمق قد وصل ضعف طول المربع وإذا اضطررنا للتعمق أكثر من ضعف طول المربع يجب أن تميل جوانب المربع نحو الداخل قليلا حتى لا تنهار .

ثاني عشر : لا يجب ان تتعدي حدود المربع بأي حال من الاحوال عن ذلك يفسد عملية التسجيل ويخلط اللقى بما يربك تأريخ ونسب تلك اللقى والموقع بالكامل ز حتى لو كان هناك لقى أثرية نصفها في المربع ونصفها تحت الممر فالأجدى تركها لحين تصفية الممرات لتسجل في طبقتها لتستقيم العملية التأريخية .

ثالث عشر : يجب استخدام الأدوات المناسبة من حيث الشكل والحجم بما يتناسب مع الطبقات وتكوينها وأنواعها فليس هناك داعي لاستخدام الأدوات الثقيلة في التربة غير المتماسكة ، بينما يمكن استخدام الحجاري والفأس في الطبقة المتماسكة لكن مع تزايد احتمالات العثور على لقى أثرية يجب أن نكف عن استخدامها ويمكن الاستعاضة عنها بالقادوم والمسطرين وعند ظهور آثار دقيقة نتوقف نهائيا عن استخدام الأدوات الصلبة ونكتفي بالمسطرين والفرشاة والمنفاخ.

رابع عشر: عند ظهور عناصر معمارية مثل أجزاء من جدار أو كتل حجرية يجب التروي للتأكد إن كانت معلقة ولا تتصل بالمبنى أم أنها تمثل مبنى مستقل مع ملاحظة التغير في التربة جيداً وهل تمثل أرضية أم أنها امتداد للبقعة التي يجري العمل فيها .

خامس عشر: يجب التنبه للحفرات التي تقوم فوقها أساسيات الجدران وتلك الحفرات التي يقوم بها الإنسان لتثبيت شئ أو دفن شئ، فحفرات الأساسات تظهر على شكل قطع يتخلل التربة ويبدو واضحا من لونها المغاير للون التربة، الحفرات الحديثة غالبا ما توجد بها مخلفات حديثة في نهايتها ويمكن تمييز تلك الحفرات الحديثة والحفرات القديمة من لونها أيضا ونعومة الرديم ، وحفرات التثبيت القديمة دائما صغيرة الحجم والرديم الموجود بها ناعم

سادس عشر: إذا ظهرت تكوينات معمارية يجب تتبع امتدادها ويحس عدم استخدام أدوات صلبة بالقرب من الجدران لأنه من الممكن أن تكون مكسية بطبقة الجص عليها رسومات، مع الحرص الشديد على جمع كافة المخلفات الموجودة ضمن الرديم لامكانية مساهمتها في تفسير المبنى وتأريخه بالشكل الصحيح.

سابع عشر: يجب الوصول بالحفر إلى الصخرة البكر التي لم تصلها يد إنسان من قبل ويمكن تمييزها بحبيبات الرمل التي تتجمع عند نقطة التقاء الصخرة البكر بالطبقة التي تعلوها وهي خاصية معروفة بظاهرة البسلة الجافة؛لأن حبات الرمل المتجمعة تشبه حبات البسلة الجافة وتظهر مع كل أنواع التربة عدا التربة الطينية أما صادفتنا أرضية مكسية بالحجارة أو الفسيفساء فيجب متابعة الكشف عنها بالكامل ثم نتابع عملية الحفر لتحديد ما إذا كانت عصور سابقة لها وذلك بالحفر خارج حدود الأرضية ويحسن أيضاً الوصول للطبقة البكر.

ثامن عشر: يجب جمع المخلفات الأثرية من كل طبقة على حدي خاصة الفخار ثم توضع بيانات تشمل رقم المربع والطبقة والتاريخ على النموذج المعد سلفاً وإن لم يتيسر يكتب على الدلو المحفظة فيه القطع وينقل إلى المعمل ليغسل لتظهر النقوش ولون الطينة وتتم عملية التصنيف والدراسة المبدئية وانقاء العينات التي تلزم لعملية التأريخ ويمكن الاستعاضة عن الدلاء بتخطيط مربعات بنفس تخطيط الموقع تنقل إليها المخلفات بنفس الترتيب بحيث نضمن عدم اختلاط مخلفات الطبقات ، ويتم وضع المخلفات بترتيب معين بأن توضع مخلفات الطبقة العليا في الركن الأيمن العلوي ثم التالية لها في المنتصف والثالثة في الركن الأيسر العلوي وهكذا تكرر العملية بالنسبة للطبقات ويقوم أحد العمال بغسل الناتج أولاً بأول، ثم تتم عملية الفرز تمهيداً للتسجيل. باتباع تلك القواعد في التنقيب تصبح طريقة الحرف منظمة وتسير بشكل تلقائي ويتحقق الهدف المرجو من الحفائر وهو ليس الكشف عن المباني أو اللقى الأثرية ، بل يشمل الكشف عن حضارة الإنسان في هذا المكان خلال العصور المختلفة وهو المعنى الحقيقي لعلم الآثار.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن تلك القواعد التي ورد ذكرها تتبع في كافة المناطق والمواقع ولكن تظهر بعض المشكلات الخاصة في التنقيب حسب طبيعة الموقع ونوعية الآثار التي يجب الكشف عنها سواء آثار معمارية أو أعمال فنية أو فخارية .

مشكلات التنقيب في المواقع المختلفة :
هناك نوعان من المشكلات تواجه المنقب النوع الأول ، مشكلات خاصة بطبيعة الموقع، والثاني مشكلات تقنية خاصة بطبيعة ونوعية المكتشفات الأثرية و فيما يلى نبذة عن كل نوع:
صعوبات خاصة بطبيعة الموقع و منها :
أ – التنقيب في التلال الأثرية وتصفيتها: التنقيب في التلال الأثرية تعتريه بعض المشكلات خاصة إذا كانت تلك التلال تضم مباني أثرية حيث تكثر التكوينات الحجرية وغالبا ما تكون قمم التلال مناطق السكنى ثم تمتد لتشمله ، لذا على المنقب التيقن تماما من أبعاد تلك المشكلة ويدرك جيدا أن التل الأثري لا يجب التعمق في الحفر فيه من القمة، بل يكتفي بالتوقف عند ظهور المباني في أعلى التل ثم يجري تتبع امتداد تلك الطبقة على بقية التل ، فإن الترتيب الطبقي في التل يمتد أفقيا .

كما توجد بعض المشكلات الفنية التي تعترض المنقب منها على سبيل المثال تحديد أساسات المبنى خاصة إذا كان المبنى قد تعرض لتعديلات وتحويرات أو سلب لأحجاره عبر العصور، كما تنشأ بعض المشكلات من جراء تفكك المباني خاصة تلك التي بنيت من كتل حجرية غير منتظمة ، إذا كانت المراحل المتتالية التي مر بها المبنى قريبة من بعضها البعض ولا يمكن تحديدها بدقة ، كما تحدث بعض المشكلات في تعقب بعض المباني من العصر البيزنطي المبنية من كتل حجرية صغيرة غير منتظمة خاصة إذا ما تهدمت وتناثرت أحجارها . لذا يجب أن يكون الهدف الأساسي في الحفر في التلال الأثرية ربط العلاقة بين الجدران والمباني المختلفة ، ومن الجائز أيضا إجراء دراسة لطبقات التل بحفر مجس من أعلى التل إلى قاعدته وصولا للتسلسل الحضاري في التل .
وللتغلب على كل مشكلات التنقيب من البداية يجب تخطيط الموقع إلى مربعات بطريقة الصندوق لإمكانية الوصول للعمائر الموجودة بتكويناتها المختلفة ، ويجب ألا يقل عمق المربع عن ثمانية أمتار تحسبا للتعمق في الحفر بما يضمن عدم حدوث انهيارات مع مراعاة أن تكون الممرات عريضة وآمنة. عند ظهور جدران يجب أن يكون الحفر رأسيا بمحازاة الجدار وبدقة شديدة حتى لا نهشم طبقة الجص إن وجدت ويجب ملاحظة الحفرات التي تخلل الطبقات سواء القديم منها أو التي حفرها الباحثون عن الثراء غير المشروع لتحفر مع الطبقة التي حفرت بها ومع ظهور أرضيات متماسكة من التراب أو التربة الصناعية يجب الكشف عن كل المبنى أولا وتحديد ماهيته وأهميته وتقرير ما إذا كان سيزال أم لا والأفضل هنا أن يكون القرار مدروسا على أسس علمية أحيانا يكون المبنى صغير لكنه صغير ونادر وإذا كان من الضروري الاستمرار في العمل فيجب تسجيل المبنى تسجيلا دقيقا ثم ترقيم كل كتلة حجرية وفكه بنظام وتسلسل بحيث يمكن إعادة بناؤه مرة أخرى في موقع آخر.
لمتابعة العمل في التنقيب بالتل الأثري عقب تسجيل المبنى وفكه وتقطيع الأرضيات الهامة مثل الرخام أو الفسيفساء أو حتى الأحجار المشكلة بأشكال هندسية ثم نتابع التنقيب عن الطبقات التالية والمراحل السابقة لما كشف عنها ولمواجهة مشكلة تداخل المباني المتعاقبة في التل الأثري يجب أولا تحديد العناصر الأصلية ثم العناصر المتداخلة والتي يجب فكها ورفعها بعد تسجيلها بالكتابة والرسم والتصوير ، ثم نختبر أساسات تلك العناصر بعمل مجس اختباري نجمع فيه كل المخلفات وصولا لعمق الحفرة التي حفرت لبناء الأساسات .

عند إزالة الحفرات المستحدثة على الموقع يجب إزالة الرديم الناعم غير المتماسك مع ملاحظة المخلفات الموجودة فيه وتجميعها لتحديد متى حفرت تلك الحفرات والطبقة التي تنتمي إليها. يجب توفير سير متحرك يعمل بموتور يعمل ببطارية السيارة لنقل الرديم الناتج عن الحفائر أو توفير مولد كهربائي لتشغيله وإن لم يتيسر ذلك يمكن استخدام مواسير قطرها كبير تثبت فوهتها أعلى التل وتنتهي أسفل التل حيث توجد عربات نقل الرديم أو يمكن أن يشكل جانب من التل بدرج يسمح للعمال بالنزول والصعود أما إذا كان الهدف تصفية التل من الآثار واستخدام الأرض لأغراض حديثة كالزراعة أو إقامة مشروع أو مبنى فالأفضل الاحتفاظ بالرديم الناتج بحيث يوضع بالقرب من الموقع لإعادة الردم وتسوية الموقع عقب انتهاء عملية التنقيب.

ب – مشكلات الحفر في المواقع الطينية: غالبا ما تواجه المنقب مشكلة في التنقيب بالتربة الطينية خاصة إذا كانت المباني مبنية بالطوب اللبن وتعرضت لعوامل التعرية فيصعب التفرقة بينها وبين الرديم وللتغلب على مشكلة التنقيب في التربة الطينية يجب أن تكون الحفائر في الاعتدالين ولا يفضل أن تكون في شهري يوليو وأغسطس وذلك لارتفاع درجات الحرارة والتي تؤثر على المباني اللبنية وتفتتها كما أن شهور الشتاء يستحيل العمل فيها لأن الرديم يتحول إلى كتل من الطمي يصعب السير فيه كما قد تضيع اللقى الأثرية ضمن الرديم.

ومن الناحية التقنية في التنقيب يجب أن يبدأ العمل عقب الفجر مباشرة حتى تكون الأرض منداة بالرطوبة فيسهل التمييز بين المباني والرديم ، كما يجب أن يفتت الرديم ويفحص جيدا حتى لا نفقد أيه لقية كما يفضل غربلة الرديم في الموقع يفضل أيضا استخدام الفأس والقادوم والمسترين العريض طبقا لمقتضيات العمل ويحسن تنظيف الأدوات أولا بأول حتى لا تعلق بها الطينة وتفسدها كما أنها تكون أثقل وزنا وأصعب في الاستخدام فضلا عن الأضرار التي يمكن أن تلحق بالأثر.

ج - مشكلات الحفر في التربة الجيرية والحصوية: تتمثل مشكلة تواجد كتل وحصى جيرية في هذه التربة وهي تستوجب حرصا شديدا والتأكد من الأحجار التي لا تنتمي لمباني ولا توجد عليها زخارف أو نقوش ، ولعلاج المشكلات الناتجة عن هذه التربة أو يجب تفكيك الرديم باستخدام الحجاري مع الوضع في الاعتبار أن تهشيم أي حجر تحسبا لكونه جزء من مبنى أو ينتمي إلى مبنى ثم رفع الرديم وتنقل الأحجار غير المنتظمة بالقرب من الموقع أما الأحجار المنتظمة فمن الأفضل ترقيمها وكتابة الطبقة التي عثر عليها فيها لإمكانية استخدامها في الترميم ، أما الأحجار التي تحمل نقوش أو زخارف فيجب نفلها بعيدا عن عوامل التعرية والاحتفاظ بها في المخازن الملحقة بمعسكر البعثة أما إذا كانت تنتمي إلى مبنى وسقطت منه فالأفضل إعادتها إلى مكانها مباشرة استرشادا بتكملة الزخارف. صعوبات خاصة بطبيعة المكتشفات الأثرية :

أولا - الكشف عن العناصر المعمارية: تواجه المنقب مشكلات متعددة في التنقيب عن الآثار المعمارية أولى هذه المشكلات والتي تطلب الخبرة والعلم هو تصور الأثري المنقب لماهية المبنى وتخطيطه وإعمال الذهن في مقارنته بمباني مشابهة في البلد الذي يحفر به أو أي حضارة أخرى مع وضع عدة تساؤلات للإجابة عليها يمكن من خلالها وضع الخطة المناسبة للكشف عن المبنى وتأتي على رأس هذه التساؤلات كما ذكرت ماهية المبنى ومخططه وطريقة بنائه وتاريخه والعصور التي مر بها وهل تعرض تعديلات وتحويرا وما هي الإضافات وغيرها من الأسئلة التي تجيب عن تساؤل أهم وهو ما أهمية هذا المبنى؟ .

هناك طريقتان للإجابة عن تلك التساؤلات
الأولى تعتمد على علم وثقافة وخبرة المنقب وهي وضع التصور الصحيح في ضوء الشواهد الأثرية وهو أمر نسبي بين منقب وآخر .
أما الطريقة الثانية وهي الأكثر شيوعا وانتشارا – رغم أخطائها- هي تتبع ما يظهر من جدران والكشف عن المبنى بما لحق به من تغييرات وتحويرات وإضافات ، ثم تأتي بعد دراسة المبنى لتحديد العناصر الأصلية من دونها ويمكن التوصل لتلك العناصر بالكشف عن أساسات المبنى وتحديد أي الجدران تتصل بها ومن هنا فإن كل الجدران التي تتصل بالمبنى تكون إضافات لاحقة غير أساسية لكن هناك مشكلة أخرى يجب التنبه إليها وهي أن الجدران الأصلية من الممكن أن تكون قد أعيد بناؤها في فترات لاحقة لتأسيسه أو تكون شهدت تعديلات مثل إغلاق مدخل أو نافذة أو فتح فتحة لتغيير الغرض منها ومثل هذا الموقف تعرضنا له أثناء حفر المبنى ذي الثلاث صلات المعروف بالمدرسة في حفائر كوم الدكة بالإسكندرية أذ عند الكشف عنه وجدنا طبقة من الدفنات الإسلامية يرجع تاريخها للقرن الثامن وبعد إزالتها وتجميع الكتل الحجرية كشفنا عن المبنى وكانت القاعة الأمامية والوسطى تنتهي بجدار على نصف دائرة تتخللها صفوف المقاعد ولكن عند متابعة الحفر لدراسة المبنى والكشف عن الأساسات تبين أن الجدار الأصلي في نهاية الصالة الوسطى كان مستقيما فتبين لنا ان المبنى أعيد استخدامه في مرحلة لاحقة وتم إضافة الحنية ربما لزيادة سعته أو للاستفادة من القاعة المسقوف في فصل الشتاء وفي نفس المرحلة تم إغلاق المدخل الواصل بين القاعدتين الأولى والثانية حيث يبدو الاختلاف واضحا في المونة وحجم كتل الأحجار. من الناحية التقنية الفنية في التنقيب والكشف عن المباني:

أولاً : يجب تحديد وجود مبنى من عدمه وذلك بعمل مجس اختباري فإذا ما تيقن المنقب من وجود جدران يجب عليه أن يحدد الحجرات للتنقيب بداخلها والحصول على مخطط المبنى ويمكن الكشف عن امتداد الجدران بمجرد تحديد اتجاه أول جدار يظهر ثم نحفر مربعات على نفس المحور بحيث تتقاطع مع الجدران وعندئذ يمكن تحديد مخطط المبنى وتحديد مناطق الحفر وتعديل مساحة المربعات في ضوء الشواهد والنتائج التي توصلنا إليها . ويمكن استخدام تقنيات حديثة في تحديد مخطط المبنى وذلك باستخدام أجهزة السونار أو الرنين المغناطيسي أو الطرق على القضبان النحاسية وتعتبر أجهزة السونار أحدث وأسرع وأدق ويمكن الاعتماد عليها في تخطيط المربعات بحيث تصبح الحجرات هي نفسها وحدات الحفر . كما إن هذه التقنيات تساعد أيضا في جس الطبقات التالية أسفل المبنى وتحديد ما إذا كان يمكننا الاحتفاظ به أم متابعة العمل بعد تسجيله وفكه . وإذا لم تتوفر تلك الأجهزة يجب اختبار أساسات المبنى من الخارج ودراسة المخلفات الأثرية بها لتأريخ فترة التأسيس ثم تبدأ إزالة المبنى بالقواعد والأسس العلمية دونما تدمير ، وتستأنف عملية التنقيب بالتعمق في الطبقات التالية مع ترك عينات من الطبقات العليا ليمكن دراسة كافة المراحل التي مر بها الموقع .

ثانياً : يجب عدم تغيير ملامح المبنى إلا إذا كان الهدف من الحفائر تصفية المنطقة أو دراسة التطور التاريخي الكامل لها ثالثاً: يجب عدم الكشف عن جزء من مبنى في نهاية موسم الحفر بل يجب أن يكون هناك الوقت الكافي والميزانية للكشف عنه خلال موسم وواحد أو في المدة المتبقية من الموسم وإذا كانت المنطقة تضم مجموعة من المباني المتجاورة فيحسن أن توضع خطة للكشف عنها بالكامل أفقيا ورأسيا في فترة واحدة متصلة وتحديد العلاقة بينها أما إذا كان الموقع مساحته واسعة ويستحيل العمل فيها وتغطيتها في موسم واحد مثال مدينة بوتو أو كوم الدكة بالإسكندرية والتي تحتاج للعديد من المواسم تمتد لعشرات السنوات فيجب وضع خطة للتنقيب والترميم السريع وعمل الصيانة الدورية حتى يمكن الحفاظ على الآثار بحالة جيدة من أول أثر عثر عليه إلى أحدث أثر كشف عنه . رابعاً: عند الحفر في الجبانات والمقابر في أنواع التربة المختلفة تظهر بعض الصعوبات التي على المنقب التغلب عليها بعضها يتطلب العلم والخبرة مثل التعرف على نوع وطريقة الدفن والعقائد والطقوس المصاحبة لها أثناء وبعد الحفر والمستوى الاجتماعي لصاحب المقبرة وطرازها وغيرها أما الصعوبات الأخرى فهي تقنية في المقام الأول فالمقابر المبنية والمنحوتة في الصخرغالباً ما تضم أكثر من دفنه ومن هنا يجب أن نضع في الاعتبار استخدام المقبرة على فترات متتالية أما الجبانات فهي تظل مستخدمة لفترات طويلة لذا فإن التنقيب في الجبانات يقتضي عدم استخدام أدوات ثقيلة ويفضل الحفر باستخدام الفرشاة والمسطرين والمنفاخ ، ويحسن أن يقوم بالتنقيب من لديه دراية بعلم التشريح ولديه القدرة الفائقة على التمييز بين الطبقات . وللتنقيب الصحيح في المقابر يجب أن يبدأ الحفر عند الحافة ويمتد نحو الداخل ولا يزيد عمق الحفر عن 5 سم ، أما دفنات الحفرات فيجب أن تراعي مساحة الحفرة وعدد العمال والفني والمنقب ويفضل أن يقتصر العدد على عامل فني ومراقب فقط ولا تستخدم أدوات ثقيلة وتصلح هذه الطريقة في مقابر قبل التاريخ ومقابر الفقراء والمقابر الإسلامية ، أما مقابر التلال أو المعرفة بالمقابر المستجيرة فهناك طريقتان لحفرها وبتكرار العملية حتى ظهور الدفنات والهياكل العظيمة أما الطريقة الثانية يقسم فيها التل أربعة أقسام بممرين متقاطعين ويتم الحفرفي كل قسم طبقة ثم تنتقل للتالي وهكذا ببقية الأقسام الأربعة ويبدأ العمل فيها في الحافة الخارجية ونتجه نحو المركز . وبالنسبة للمقابر المنحوتة في الصخر فتعتبر مقابر الفتحات Loculi أسهل في التنقيب وليس هناك مشكلات تقنية فيها إذ إنه بفتح اللوحة الغالقة لها يتم استخراج الرديم منها بالمسطرين وبعدها يمكن استخراج أواني حفظ الرماد أو التابوت بينما النوع الثاني من المقابر والمكونة من صالة أمامية وحجرة الدفن فمجرد تحديد مدخل المقبرة يصير الأمر ميسرا للمنقب إذ إن هذا النوع غالبا ما يحتوي على أكثر من تابوت أو مجموعة من الفتحات وهو غالبا ما يعاد استخدامه عبر العصور فتلزم الحيطة في تحديد المراحل المختلفة للاستخدام وهو الأمر الذي يتطلب معلومات عن أساليب الدفن والعادات الجنائزية والعقائد الدينية حتى يمكن التميز بين كل طراز وآخر .

التنقيب عن الآثار المعدنية والفخارية المتهالكة :
غالبا ما توجد أثناء التنقيب آثار مصنوعة من الفخار أو المعادن تأثرت بعوامل الطبيعة أو تآكلت نتيجة تأكسدها ربما بسبب المياه الجوفية أو الرطوبة وتبدأ أول مراحل العمل بترك تلك الآثار لتتخلص من نسبة الماء وتجف ثم تزال الأتربة من حولها وتبدأ بعدها مرحلة العزل والقوية ثم الاستخراج .

تقوم فكرة عزل الآثار بتنديتها بمناديل ورقية مبللة بالماء ولفها بها ثم تعمل جبيرة من الجبس حول الأثر وذلك بلف الجزء الظاهر بطبقة سمكها 1 سم من القطن أو الشاش المغموس في الجبس السائل بينما والجزء السفلى يستند على كتلة من التربة وبعد أن يجف الجبس يقلب الأثر برفق بكتلة التربة العالقة به ثم تنظف برفق وتستكمل الجبيرة وبعد أن تجف كلية توضع في صندوق وحولها فللين أو فوم أو ورق أو قش وتنقل للمعمل للمعالجة والترميم .

من الممكن صهر شمع وصبه فوق الأثر ليتجمد عليه ثم ينقا للمعمل وهذه الطريقة تناسب الآثار الصغيرة والتي يخشى عليها من التلف السريع وهي طريقة اقتصادية إذ يمكن أن يصهر الشمع بالتسخين في المعمل ويعاد استخدامه وسائل .

اسهل طريقة لمعرفة الاثار الاصلية من المزورة


يعد موضوع التفرقة ما بين الأثار المزيفة  والحقيقية أحد أكثر المواضيع تداولاً ما بين الأثاريين. تتناول عدة تدوينات هذا الموضوع بتفصيل أكثر. تعطي هذه التدوينة خلفية حول موضوع الآثار المزيفة، التدوينة الثانية حول التقنيات المختلفة للكشف عن الأثار المزيفة، أما التدوينة الثالثة فتعطي معلومات وبيانات عملية حول معرفة الأثار الحقيقي من المزور
***
أهم الأدوات للكشف عن الآثار هي العين، فالخبرة هي كثيراً ما تكون الفيصل في غياب التقنيات الحديثة، ورؤية قطع كثيرة ومختلفة – أصلية ومزورة – هو مفتاح التمكن من معرفة الأصل من التقليد. فعلى سبيل المثال، يمكن لأثاري رؤية تمثال ويعتبره مزور بسبب عدم جودة صناعته، ويأتي المتخصص في الفن الإقليمي ليقول إن هذا التمثال نموذج تقليدي للأثار الإقليمية.
وأبدأ هذه التدوينة بمحاولة تعريف ما هو الأثر المزور، وما أنواع المستنسخات المختلفة، فلم أجد مرادف عربي يفرق ما بين الـReproduction والـ Copy،
وأعتمد هنا على التعريف المذكورة بموقع متحف “كيلسي”، تحديداً معرض حول الأثار المزيفة
فيعرف الموقع ثلاثة أنواع من الآثار الغير ((حقيقية)) أو غير ((أصلية))، وهنا أضع الأقواس لأن موضوع تعريف ما هو الأثار الحقيقي وما هو الأثار الأصلي موضوع آخر نتداوله أدناه.
Reproduction
هي نسخة طبق الأصل من القطعة الأثرية، وعادةً ما يستخدم الأصل كمرجع أثناء تصنيعها، وتكون منقولة بكل بدقة من الاصل، ويمكن أن يكون مختوم عليها أنها نسخة، ويتم تسويقها وبيعها كنسخة وليس كأثر، فمثال على ذلك الأثار التي يتم بيعها بمحلات المتاحف كتذكار (ليس لكل المتاحف مستنسخات دقيقة).
Copy
ربما يمكن إستخدام لفظ «نسخة» للتعبير عن هذه الفئة من الآثار الغير أصلية، فهي النسخ التي تتبع الأصل ولكن ليس بدقة، ولا يستخدم الأثار الأصلي كمرجع لعمل تلك النسخ. (ملحوظة أرجو من الزملاء لإفادتي في إستخدام المصطلحان السابقان، فهل لهم المرادفات العربية الصحيحة؟ هل هناك مرادفات أخرى أدق؟)
Forgery (fake, counterfeit)
هو الأثر المزور أو المزيف، والأثار المزورة هي ما يتم تسويقها ومحاولة بيعها أو عرضها على أساس إنها أصلي. عادة لا تكون القطع المزيفة نسخ أو مستنسخات طبق الأصل، وعادةً يتم تقليد قطعة فنية غير نادرة، بمعنى انه لا يستطيع أن يقلد رأس نفرتيتى أو قناع توت عنخ آمون.

وأضفت بين القوسين مصطلحان إنجليزيان آخران، مع مراعاة وجود اختلافات قانونية ما بين المصطلحان، كما يناقش بهذا المقال، .فهل تزوير الآثار في حد ذاته جريمة؟ ما الفرق ما بين مفهوم تزوير العملة (والمجرم عالمياً) وتزوير أو نسخ الآثار؟  الرابط السابق يتناول الموضوع.

السبت، 24 أغسطس 2013

الخزف الإسلامى فى العصر الفاطمى


لقد قطعت صناعة الخزف ذى البريق المعدنى فى العصر الفاطمى شوطًا كبيرًا من الأزدهار الأمر الذى ثار دهشة الرحالة أمثال ناصر خسروه هلهم يشدون الى الازدهار بشىء من المبالغة فى بعض الأحيان ولعل أشهر أنواع الخزف فى العصر الفاطمى هو الخزف ذى البريق المعدنى. ([1])
ومن أنواع الخزف المصرى الذى أسفرت صناعته أيضا فى العصر الفاطمى نوع له طابع ريفى وبساطه تكسبه رونقًا وجمالاً ويصنع هذا النقى من طينة حمراء اللون ويزخرف بخطوط أنو نقط أو رسوم بسيطة أو كتابات باللون الأبيض والأصفر والأخضر المنجنيز وتخلط هذه الألوان بمادة زجاجية وترسم بها الزخارف وقد أطلق على هذا النوع وتخلط هذه الألوان بمادة زجاجية وترسم بها الزخارف وقد أطلق على هذا النوع اسم "خزف الفيوم" .. وفى أواخر العصر الفاطمى فى القرن السادس الهجرى (12م) بدأت فى مصر صناعة نوع من الخزف زخارفه منحوته أو محدده بخطوط مخروزه تحت الطلاء الزجاجى الشفاف ذى لون واحد([2])­­.


([1])   زكى محمد حسن: كنوز الفاطميين، ص 41.
([2])  م.س. ديماند : الفنون الإسلامية، ترجمة أحمد محمد عيسى، القاهرة، 1982، ص 217 ، ص218.

تعريف الخزف، تقسيمه، وتطوره

إهتدى المصرى منذ إستقراره على ضفاف النيل العظيم إلى صلاحية الطمى الذى تجىء به المياه من الجنوب إلى الشمال فى مواسم الفيضان كل عام لصناعة الأوانى وأن هذه الأوانى كانت تزداد صلابة تحت مواقد النار التى عرفها هذا الإنسان فى ذلك الوقت([1]).
تعريفات الخزف: إن المؤلفات الحديثة وحدها هى التى تفرق بين الخزف والفخار
- " هو منتجات المواد الطينية بعد تشكيلها وتسويتها" ثم يبدأ فى التفريق بين كلمتى الخزف والفخار.
الخزف: فى اللغة لفظ يطلق على الجرار وما شابهها.
أما الفخار: لفظ يطلق أصلاً على كل خفيف سقيف وقد استعمل للدلالة على المشغولات الطينية من المواد ضعيفة البيئة.
ويشير المؤلف إلى أن كلمة سيراميك فى اللغة الانجليزية بمعناها الحالى Caramic تعبر عن كل من التنويعات الانتاج المصنوع من المواد الطينية المسواه سواء كانت مزجية أو غير مزججة ويرجع أصل الكلمة إلى اللفظ الاغريقى كيراموس.
ولقد استقرت فيه جمعية الخزف الامريكية على تعريف الخزف بانه المشغولات المصنوعة من المواد الطينية اللازمة أو التى تكتسب خاصية اللازبية بالمعالجة الحرارية لبعض المواد الارضية غير العضوية والتى تكتسب صفات المتانة والصلابة فى تمام مراحل صناعتها([2])­­.


([1]) محمود إبراهيم حسين: الخزف الإسلامى فى مصر القاهرة 1984م ص 9.
([2]) علام محمد علام: الخزف موسسة سجل العرب القاهرة سلسلة الألف كتاب رقم 651 ص 1.

المؤتمر الدولي الأول للآثار الإسلامية في المشرق الإسلامى 8 - 12 ديسمبر 1320

ينعقد المؤتمر الدولي الأول للآثار الإسلامية في المشرق الإسلامي بكلية الآثار جامعة القاهرة في المدة من 8 - 12 ديسمبر 2013، يهدف المؤتمر إلى التعريف بآثار المشرق الإسلامى المتنوعة من منشآت معمارية و منتجات فنية وفنون زخرفية، وتوثيق الصلة بين العلماء والباحثين المتخصصين في آثار وحضارة المشرق والوقوف على أحدث الأبحاث في هذا المجال، ومناقشة القضايا والصعوبات التى تتعرض لها الآثار الإسلامية في المشرق، وبناء منتدى عالمى يربط بين المتخصصين في الآثار الإسلامية في المشرق والدراسات المرتبطة بها، وتوثيق العلاقات بين الجامعات والمعاهد المتخصصة في هذا المجال. وتشجيع النشر العلمى عن الآثار في المشرق في ظل الحضارة الإسلامية لتكوين جيل جديد من الباحثين الشباب على دراية بأهمية التواصل مع الحضارات الشرقية التى تمثل منبع العديد من الإبتكارات.

وترتكز محاور المؤتمر في عدة أمور منها:
  • الحركة العمرانية والمعمارية وتشمل (المخططات وطرز العمائر وعناصرها وتطورها).
  • الفنون الإسلامية في بلاد المشرق الإسلامى وتشمل( الفنون التطبيقية- فنون الكتاب - التصوير-النقوش الكتابية).
  • الحضارة الإسلامية والشرق وتشمل (الجوانب السياسية-الإقتصادية- الإجتماعية-الدينية).
  • الديانات والحركات المذهبية وأثرها على الآثار المعمارية والفنية في بلاد المشرق في ظل الإسلام.
  • تطور الموروثات الحضارية الشرقية القديمة في ظل الحضارة الإسلامية.
  • الصلات الحضارية بين بلاد المشرق والمغرب.
  • آثار المشرق الإسلامى في عيون الرحالة والمستشرقين.
  • طرق الحفظ والصيانة وتشمل (المواد العضوية وغير العضوية والترميم المعمارى).
  • المجموعات الفنية وطرق العرض المتحفى للآثار الشرقية في العالم.
المصطلحات الأثرية الخاصة بالآثار الإسلامية في المشرق الإسلامي

اللجنة الوطنية السورية للتربية والعلوم والثقافة تستنكر بيانات الايسيسكو الاستفزازية


د. هزوان الوز: البيان يعكس رغبة ضمنية للانخراط في أتون أزمة سياسية وشأن داخلي سيادي
وجه الدكتور هزوان الوز وزير التربية في الجمهورية العربية السورية / رئيس اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة رسالة إلى المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة /ايسيسكو/ استنكر فيها ما تضمنه البيان الصحفي الصادر عنها بتاريخ 15/7/2013م، والذي يتهم الجيش العربي السوري بتدمير المساجد والآثار الإسلامية في سوريا جاء فيها:
"... إن اللجنة الوطنية السورية للتربية والعلوم والثقافة تجدد أسفها واستغرابها، من أن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) عاودت إصدار بياناتها الاستفزازية والتحريضية والمنحازة لتبلغ درجة الشراكة مع طرف من أطراف الأزمة الطارئة التي تشهدها الساحة السورية، والتي كان آخرها البيان المنشور بتاريخ 15/7/2013م على الموقع الالكتروني للمنظمة تحت عنوان: (الإيسيسكو تدين تدمير المساجد والآثار الإسلامية في سورية)، وبرأينا فإن هذا الإجراء مستهجن وغير منسجم مع عمق ونوعية العلاقة القائمة بيننا وبين منظمتنا الإسلامية المتخصصة حصرياً في مجالات التربية والعلوم والثقافة والاتصال، وهو يعكس رغبة ضمنيةً للانخراط في أتون أزمة سياسية وشأن داخلي سيادي لدولة عضو ومؤسس ربطته مع الإيسيسكو أمتن الروابط بخاصة في العقد الأخير، وقبل أن تتخذ منظمة التعاون الإسلامي قرارها الجائر وغير المنصف بتجميد عضوية الجمهورية العربية السورية فيها وفي المنظمات الفرعية التابعة لها والتي تعد الإيسيسكو إحداها.
في معرض ردنا نؤكد أن الجيش العربي السوري هو مؤسسة وطنية تأخذ على عاتقها مسؤولية حماية الوطن وسلامة ترابه وأبنائه، ومنذ تأسيسه في الأول من آب عام 1946م يبذل رجاله دمهم وعرقهم وجهدهم لحماية مؤسسات الدولة الوطنية وحفظ مقدسات الوطن ورموزه وصون الإنجازات والإصلاحات التي ما فتئت توجه بها الإرادة السياسية العليا وتنفذها أجهزة الحكومة المعنية تلبية لمصالح أبناء الشعب، وليس بين أهداف هذا الجيش العظيم بعقيدته والصادق بانتمائه وممارساته ما يسمح بإلصاق التهم الباطلة التي يدرك العالم بأنها أخلاق وروحية جزء كبير من الطرف الآخر الذي تجمّع من أنحاء الأرض ارتزاقاً أو ارتهاناً، وليس من مناقبية جيشنا وقواتنا المسلحة الاعتداء على المقامات أو الأضرحة أو المساجد أو الكنائس أو الرموز الدينية أو القلاع أو المواقع الأثرية أو النصب التذكارية وتدميرها على اختلافها وأهميتها بالنسبة لأطياف المجتمع السوري شديد التباين والتنوع.
سنتان ونصف السنة تقريباً وقت ليس بالقصير على عمر الأزمة في سورية، وقت طويل أكد تخبط المواقف وضبابية الرؤى وعرى القوى والدول وبيَن انحيازها وأدوارها في الأزمة وفق مصالح وأجندات استعمارية خارجية وغريبة عن المنطقة، واليوم نفاجأ بموقف هش وغير لائق بعراقة الإيسيسكو بل ومناقض لميثاقها وأهدافها، اعتقاداً منها بالقدرة على حشد القوى وإعادة تنظيم الصفوف للمشاركة بنصيبها في قيادة المشروع التكفيري الإرهابي المخالف لإرادة الوطن السوري وأبنائه الصامدين.
لقد تناست الإيسيسكو عمداً أن المقصود بالجريمة هي سورية أرضاً وشعباً...تاريخاً ودوراً، لكننا كسوريين لن ننسى أن نتوجه بعتبنا إلى مفكريها وخبرائها الكبار الذين حملوا أوسمتها وكتبوا عنها وعاشوا فيها وتواصلوا مع أبنائها بعد أن تواثقوا معهم بأفضل الروابط، ولن نغفر لمن وجه نيران حقده وولائه الاستعماري إلى صدور أشقائه الذين حموا قدسية الأرض وحملوا أمانة الحقوق الشرعية وحفظوا صور الحضارة الإنسانية المتبقية فوق أراضيهم آلاف السنوات.
وأصرت أن تتلقف أخبار سورية وما يجري فيها من أحداث مؤلمة من أفواه وأقلام أعدائها والحاقدين على مسيرة شعبها المقاوم والمعادي لإسرائيل ومخططاتها الاستعمارية في المنطقة
ولمن لا يعرف الحقيقة أو يتعامى عنها، فإن المجموعات الإرهابية التكفيرية المسلحة على اختلافها اقتحمت المساجد وتحصَنت فيها وجعلت من مآذنها نقاطاً متقدمةً للرصد والقنص، ومن أقبيتها مشافٍ ومستودعاتٍ للأسلحة والذخيرة ومصانع للعبوات الناسفة والألغام المتفجرة، بل ذهبت أبعد من ذلك في بعض المناطق التي تتواجد فيها أو تكاد تسيطر عليها بشكل كامل لتقوم بهدم وتدمير الأضرحة: كمقام السيدة سكينة في داريا وضريح حجر بن عدي في عدرا بريف دمشق وضريح عمار بن ياسر في الرقة، وقطع رؤوس التماثيل والنصب التذكارية ذات الدلالات الرمزية الفكرية والدينية: كتمثال أبي العلاء المعري في إدلب وأبي تمام الطائي في درعا والسيدة العذراء في حمص، فضلاً عن هدم القلاع والحصون والتنقيب غير الشرعي في المواقع الأثرية، وهذا ما لم تسمع به أو تقرأ عنه أو تلاحظه الإيسيسكو وأجهزتها الفنية المتابعة.
على الرغم من كل ما حصل، فإن أملنا الكبير بانفراج قريب للأزمة الطارئة التي تمر بها بلدنا سورية، وثقتنا بعودة سريعة للعلاقة المميزة مع الإيسيسكو، يدفعاننا إلى دعوة المنظمة للتمسك بمبادئها ومهنيتها والالتزام بميثاقها وموضوعيتها والحرص على الاهتمام بنشر رسالتها تجاه الدول الأعضاء، ويحثاننا فضلاً عن ذلك على تذكير أصحاب القرار والرأي فيها بضرورة:
- التزام الإيسيسكو بمبادئها وميثاقها التأسيسي، وحشد جهودها لنشر رسالتها الإنسانية في مجالات الاختصاص، وعدم إقحامها في فضاءات وملفات سياسية متناقضة مع المبرر الأساسي لإنشائها.
- الابتعاد عن الرؤية بعين واحدة، وعدم الانسياق خلف المعلومات المضللة والمصادر غير الموثوقة حول ما يجري في سورية، والسعي الجاد للوصول إلى المعلومة الحقيقية من مصادرها الموضوعية، تحصيناً للمنظمة من الانزلاق في خطابٍ تحريضي طائفي مقيت، نرى أنه بعيداً عن الدور المناط بها أساساً.
- النظر إلى جوهر الأزمة السورية على أنها حرب العصر الاستعمارية الخارجية وتحالف قوى الشر الجديد بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وأعوانها من دول عالمية وإقليمية وعربية وأدوات غارقة في الإرهاب والتكفير والتطرف، والتي تستهدف سيادة الدول وإرادة الشعوب ومصالحها.
- توظيف مكانتها وسمعتها بين الدول للتخفيف من حدة المواقف وإيقاف سفك الدم السوري، والابتعاد عن الانحياز لأي طرف من أطراف الأزمة، والدفع بعجلة الحل السياسي السلمي للأزمة السورية من خلال المشاركة في الدعوة إلى تشجيع الحوار الوطني بين السوريين.
ختاماً، فإن سورية الواثقة بانتصارٍ قادمٍ مشرفٍ على أدوات الإرهاب والتكفير في هذه الحرب الطويلة، تأمل من المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) توجيه اهتماماتها المستقبلية نحو جسر الفجوة مع الجهات الوطنية الرسمية، وبذل ما يمكن من جهود لتحقيق أفضل تعاون في مجالات الاختصاص المتنوعة.

الإيسيسكو تدين تدمير الآثار الإسلامية في سوريا

أدانت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة -ايسيسكو- التدمير الممنهج للمساجد والآثار الإسلامية في سوريا، على يد قوات النظام السوري ومناصريه من المليشيات الطائفية.

وقالت الإيسيسكو: إن عشرات المساجد والمعالم الإسلامية تم تدميرها كليًا أو جزئيًا جراء القصف العنيف بالصواريخ والدبابات والطائرات الحربية والمدافع الثقيلة، ومن أشهر هذه المساجد المسجد الأموي في حلب، ومسجد عمر بن الخطاب، ومسجد بلال بن رباح  في درعاً، ومسجد خالد بن الوليد في حمص، وغيرها من المساجد والمعالم الإسلامية التي تؤرخ لفترات متتالية من الحضارة الإسلاميةالعريقة.
وأكدت الإيسيسكو، أن استهداف المساجد والمعالم الإسلامية في المدن والقرى السورية يدل على الروح الطائفية المقيتة التي تحرك تلك القوات، وإصرارها على تدمير كل ما له صلة بتاريخ الحضارة الإسلامية.
ودعت الإيسيسكو الدول الأعضاء والمجتمع الدولي، إلى اتخاذ إجراءات سريعة لوقف هذا العدوان الهمجي على الإنسان والعمران في سوريا.

استكشاف تراث المملكة العربية السعودية


ظلت آثار المملكة العربية السعودية غير معروفة للعامة لفترات طويلة من الزمن، ولكن حدث تغير إيجابي في السنوات الأخيرة، خاصة بعد إنشاء الهيئة العامة للآثار والسياحة، حيث بدأ اهتمام غير عادي بالآثار والمواقع التراثية واستطاعت الهيئة العامة للآثار أن تضع آثار المملكة على الخريطة العالمية بل وأقيمت معارض أثرية على مستوى تقني وفني عالمي ليس فقط لآثار العصر الإسلامي وإنما لمجمل التراث الأثري بالمملكة ، هذه المعارض لم تقم فقط داخل حدود المملكة وإنما خرجت إلى العالمية لتعرض الآثار السعودية في أميركا ودول أوروبا المختلفة.. الأمر الذي أحدث تغيرا كبيرا في حركة السياحة إلى السعودية بل وإعادة استكشافها مرة أخرى وتغير نظرة كثير من شعوب الدول المختلفة تجاه المملكة العربية السعودية والذي تعرض تراثها الأثري سواء الإسلامي أو ما قبل الإسلام إلى عمليات تجريف واسعة النطاق خاصة في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين على يد الأجانب المستشرقين ومن بعدهم على يد هواة جامعي الآثار.
وقد قامت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية بإقامة معرض يسلط الضوء على المواقع الأثرية بالمملكة عن طريق الصور والجرافيك وقد تم نشر كتاب بسيط يلقي الضوء على بعض المواقع الأثرية ومن أهمها بالطبع موقع الدرعية والتي يرجع تاريخها إلى القرن الخامس عشر الميلادي وتقع قرب مدينة الرياض وهي مقسمة إلى ثلاثة أحياء أهمها الطريق المعروف بقليقة ومدينة المنخفضة. وقد كان هناك اهتمام خاص بالحفائر الأثرية بالدرعية وقامت جامعة الرياض بأعمال مهمة في هذا الموقع الفريد وقد تم نشر نتائج الحفائر. والمعروف أن الدرعية كانت عاصمة المملكة منذ عام 1744 وحتى 1818 وبعد أن هجرها أهلها إلى الرياض ظلت مبانيها الأثرية وشوارعها بحالتها الأولى، حيث بنيت عمارتها على الطريقة النجدية وباستخدام الطوب اللبن وهنا لا بد أن نسجل للهيئة العامة للآثار والسياحة كلمة شكر على المجهود الكبير الذي بذل لتجهيز هذا الموقع الأثري لكي يسجل ضمن قائمة اليونيسكو للتراث العالمي وهو ما حدث في عام 2010..
وهناك مواقع أثرية أخرى مهمة مثل الحجر والمعروفة لدى العامة باسم «مدائن صالح» ويوجد بها أكثر من ألف قبر أثري تم نحتها في تلال من الحجر الرملي ويعلو واجهات المقابر زخارف منحوتة في الحجر الرملي وقد سجلت «مدائن صالح» ضمن قائمة التراث العالمي في عام 2008 هذا بالإضافة إلى مواقع أثرية أخرى مثل فهد الذهب وأم الدمار وقريع العلا القديمة وديدان وثول، وكذلك سد السحلقي وغيرها من المواقع الأثرية المهمة..
وفي مدينة جدة هناك المنطقة المعروفة باسم البلد وتحتوي على نحو سبعمائة بيت يعود تاريخها من ثلاثمائة إلى أربعمائة سنة ويتم حاليا بذل مجهودات ضخمة للقيام بأعمال الترميم والتسجيل الأثري وذلك لتحضير ملفها ليتم ضمها إلى قائمة التراث العالمي.
وهنا يجب نقل التجربة المصرية لترميم ما يعرف بآثار القاهرة الفاطمية أو قاهرة المعز حيث تم تأهيل شارع المعز وترميم ثلاثة وثلاثين أثرا، بالإضافة إلى تحويل أحد الأسبلة إلى متحف للنسيج وهناك كثيرا من الأعمال التي تمت في القاهرة المعزية يمكن نقلها وتوظيفها في موقع البلد بالمملكة لكي يتم تحويلها إلى موقع جذب سياحي وخلق فرص عمل جديدة للشباب للعمل في مجال الآثار والتراث أو مجال السياحة... إنها دعوة لاستكشاف آثار السعودية.