تعديل

السبت، 24 أغسطس 2013

اللجنة الوطنية السورية للتربية والعلوم والثقافة تستنكر بيانات الايسيسكو الاستفزازية


د. هزوان الوز: البيان يعكس رغبة ضمنية للانخراط في أتون أزمة سياسية وشأن داخلي سيادي
وجه الدكتور هزوان الوز وزير التربية في الجمهورية العربية السورية / رئيس اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة رسالة إلى المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة /ايسيسكو/ استنكر فيها ما تضمنه البيان الصحفي الصادر عنها بتاريخ 15/7/2013م، والذي يتهم الجيش العربي السوري بتدمير المساجد والآثار الإسلامية في سوريا جاء فيها:
"... إن اللجنة الوطنية السورية للتربية والعلوم والثقافة تجدد أسفها واستغرابها، من أن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) عاودت إصدار بياناتها الاستفزازية والتحريضية والمنحازة لتبلغ درجة الشراكة مع طرف من أطراف الأزمة الطارئة التي تشهدها الساحة السورية، والتي كان آخرها البيان المنشور بتاريخ 15/7/2013م على الموقع الالكتروني للمنظمة تحت عنوان: (الإيسيسكو تدين تدمير المساجد والآثار الإسلامية في سورية)، وبرأينا فإن هذا الإجراء مستهجن وغير منسجم مع عمق ونوعية العلاقة القائمة بيننا وبين منظمتنا الإسلامية المتخصصة حصرياً في مجالات التربية والعلوم والثقافة والاتصال، وهو يعكس رغبة ضمنيةً للانخراط في أتون أزمة سياسية وشأن داخلي سيادي لدولة عضو ومؤسس ربطته مع الإيسيسكو أمتن الروابط بخاصة في العقد الأخير، وقبل أن تتخذ منظمة التعاون الإسلامي قرارها الجائر وغير المنصف بتجميد عضوية الجمهورية العربية السورية فيها وفي المنظمات الفرعية التابعة لها والتي تعد الإيسيسكو إحداها.
في معرض ردنا نؤكد أن الجيش العربي السوري هو مؤسسة وطنية تأخذ على عاتقها مسؤولية حماية الوطن وسلامة ترابه وأبنائه، ومنذ تأسيسه في الأول من آب عام 1946م يبذل رجاله دمهم وعرقهم وجهدهم لحماية مؤسسات الدولة الوطنية وحفظ مقدسات الوطن ورموزه وصون الإنجازات والإصلاحات التي ما فتئت توجه بها الإرادة السياسية العليا وتنفذها أجهزة الحكومة المعنية تلبية لمصالح أبناء الشعب، وليس بين أهداف هذا الجيش العظيم بعقيدته والصادق بانتمائه وممارساته ما يسمح بإلصاق التهم الباطلة التي يدرك العالم بأنها أخلاق وروحية جزء كبير من الطرف الآخر الذي تجمّع من أنحاء الأرض ارتزاقاً أو ارتهاناً، وليس من مناقبية جيشنا وقواتنا المسلحة الاعتداء على المقامات أو الأضرحة أو المساجد أو الكنائس أو الرموز الدينية أو القلاع أو المواقع الأثرية أو النصب التذكارية وتدميرها على اختلافها وأهميتها بالنسبة لأطياف المجتمع السوري شديد التباين والتنوع.
سنتان ونصف السنة تقريباً وقت ليس بالقصير على عمر الأزمة في سورية، وقت طويل أكد تخبط المواقف وضبابية الرؤى وعرى القوى والدول وبيَن انحيازها وأدوارها في الأزمة وفق مصالح وأجندات استعمارية خارجية وغريبة عن المنطقة، واليوم نفاجأ بموقف هش وغير لائق بعراقة الإيسيسكو بل ومناقض لميثاقها وأهدافها، اعتقاداً منها بالقدرة على حشد القوى وإعادة تنظيم الصفوف للمشاركة بنصيبها في قيادة المشروع التكفيري الإرهابي المخالف لإرادة الوطن السوري وأبنائه الصامدين.
لقد تناست الإيسيسكو عمداً أن المقصود بالجريمة هي سورية أرضاً وشعباً...تاريخاً ودوراً، لكننا كسوريين لن ننسى أن نتوجه بعتبنا إلى مفكريها وخبرائها الكبار الذين حملوا أوسمتها وكتبوا عنها وعاشوا فيها وتواصلوا مع أبنائها بعد أن تواثقوا معهم بأفضل الروابط، ولن نغفر لمن وجه نيران حقده وولائه الاستعماري إلى صدور أشقائه الذين حموا قدسية الأرض وحملوا أمانة الحقوق الشرعية وحفظوا صور الحضارة الإنسانية المتبقية فوق أراضيهم آلاف السنوات.
وأصرت أن تتلقف أخبار سورية وما يجري فيها من أحداث مؤلمة من أفواه وأقلام أعدائها والحاقدين على مسيرة شعبها المقاوم والمعادي لإسرائيل ومخططاتها الاستعمارية في المنطقة
ولمن لا يعرف الحقيقة أو يتعامى عنها، فإن المجموعات الإرهابية التكفيرية المسلحة على اختلافها اقتحمت المساجد وتحصَنت فيها وجعلت من مآذنها نقاطاً متقدمةً للرصد والقنص، ومن أقبيتها مشافٍ ومستودعاتٍ للأسلحة والذخيرة ومصانع للعبوات الناسفة والألغام المتفجرة، بل ذهبت أبعد من ذلك في بعض المناطق التي تتواجد فيها أو تكاد تسيطر عليها بشكل كامل لتقوم بهدم وتدمير الأضرحة: كمقام السيدة سكينة في داريا وضريح حجر بن عدي في عدرا بريف دمشق وضريح عمار بن ياسر في الرقة، وقطع رؤوس التماثيل والنصب التذكارية ذات الدلالات الرمزية الفكرية والدينية: كتمثال أبي العلاء المعري في إدلب وأبي تمام الطائي في درعا والسيدة العذراء في حمص، فضلاً عن هدم القلاع والحصون والتنقيب غير الشرعي في المواقع الأثرية، وهذا ما لم تسمع به أو تقرأ عنه أو تلاحظه الإيسيسكو وأجهزتها الفنية المتابعة.
على الرغم من كل ما حصل، فإن أملنا الكبير بانفراج قريب للأزمة الطارئة التي تمر بها بلدنا سورية، وثقتنا بعودة سريعة للعلاقة المميزة مع الإيسيسكو، يدفعاننا إلى دعوة المنظمة للتمسك بمبادئها ومهنيتها والالتزام بميثاقها وموضوعيتها والحرص على الاهتمام بنشر رسالتها تجاه الدول الأعضاء، ويحثاننا فضلاً عن ذلك على تذكير أصحاب القرار والرأي فيها بضرورة:
- التزام الإيسيسكو بمبادئها وميثاقها التأسيسي، وحشد جهودها لنشر رسالتها الإنسانية في مجالات الاختصاص، وعدم إقحامها في فضاءات وملفات سياسية متناقضة مع المبرر الأساسي لإنشائها.
- الابتعاد عن الرؤية بعين واحدة، وعدم الانسياق خلف المعلومات المضللة والمصادر غير الموثوقة حول ما يجري في سورية، والسعي الجاد للوصول إلى المعلومة الحقيقية من مصادرها الموضوعية، تحصيناً للمنظمة من الانزلاق في خطابٍ تحريضي طائفي مقيت، نرى أنه بعيداً عن الدور المناط بها أساساً.
- النظر إلى جوهر الأزمة السورية على أنها حرب العصر الاستعمارية الخارجية وتحالف قوى الشر الجديد بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وأعوانها من دول عالمية وإقليمية وعربية وأدوات غارقة في الإرهاب والتكفير والتطرف، والتي تستهدف سيادة الدول وإرادة الشعوب ومصالحها.
- توظيف مكانتها وسمعتها بين الدول للتخفيف من حدة المواقف وإيقاف سفك الدم السوري، والابتعاد عن الانحياز لأي طرف من أطراف الأزمة، والدفع بعجلة الحل السياسي السلمي للأزمة السورية من خلال المشاركة في الدعوة إلى تشجيع الحوار الوطني بين السوريين.
ختاماً، فإن سورية الواثقة بانتصارٍ قادمٍ مشرفٍ على أدوات الإرهاب والتكفير في هذه الحرب الطويلة، تأمل من المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) توجيه اهتماماتها المستقبلية نحو جسر الفجوة مع الجهات الوطنية الرسمية، وبذل ما يمكن من جهود لتحقيق أفضل تعاون في مجالات الاختصاص المتنوعة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق